هناك أسطورة شعبية لا تهدأ وهي أن المهاجرين يؤثرون سلباً على اقتصاد الولايات المتحدة من خلال إبعاد الوظائف عن الموظفين الأصليين المؤهلين. ولا يزال العديد من الناس يعتقدون أن العمال الأجانب يتنافسون مع العمال الأمريكيين على نفس مجموعة الوظائف، على الرغم من الدراسات التي تدحض هذه الحقيقة. ويدرك العديد من الاقتصاديين أن هذا بعيد كل البعد عن الحقيقة.
إن أغلب المهاجرين لا يختارون، بأي حال من الأحوال، الوظائف التي يبحث عنها الأميركيون عادة. في الواقع، يكمل المواطنون الأمريكيون والعمال المهاجرون بعضهم البعض، وفقًا للعديد من الباحثين الذين قاموا بتحليل تأثير الهجرة على الولايات المتحدة. والواقع أن العمال المهاجرين، بفضل مجموعة المهارات التي يمتلكونها، يعملون على تعزيز الإنتاجية، وخلق فرص عمل عالية المهارات للعمال المنتمين إلى الولايات المتحدة.
وقد وجد مكتب إحصاءات العمل، وهو وكالة حكومية أمريكية، أن معظم العمال من خارج الولايات المتحدة من المرجح أن يعملوا في قطاع الخدمات، وليس في القطاعات التي يشغلها الأمريكيون تقليديا. وهو يعني ضمناً أن العمال الأجانب هم أكثر عرضة للتوظيف في وظائف أخرى غير تلك التي يفضلها أولئك الذين ولدوا في الولايات المتحدة.
ومن المثير للدهشة أن المهاجرين أثبتوا أنهم لا يشكلون تهديدًا حتى للعمال المحليين الأقل تعليماً. ورأت دراسة أجراها مركز سياسات الهجرة أنه حتى الأمريكيين العاطلين عن العمل الذين يفتقرون إلى التعليم الثانوي لا يدخلون الساحة التي يسكنها المهاجرون. ويرجع ذلك إلى حقيقة أن أساليب المهاجرين والأمريكيين المحليين مختلفة تمامًا.
لذا، فإن الدراسة تهدم اعتقادًا قديمًا من خلال الاستنتاج بأن المهاجرين لهم تأثير إيجابي على الاقتصاد الأمريكي، على عكس ذلك الذي يديمه بعض الذين لديهم وجهة نظر متباينة حول آثار الهجرة.
ويدعم خبير اقتصادي آخر هذه الحقيقة بالقول إن النمو المتسارع للعمال المهاجرين القانونيين وغير الشرعيين في الولايات المتحدة بدءًا من أوائل التسعينيات أدى إلى انخفاض عدد الأمريكيين الذين كانوا محرومين اقتصاديًا.
علاوة على ذلك، فبينما يدفع المهاجرون الضرائب ويستهلكون السلع الأمريكية، هناك زيادة واضحة في الإيرادات الحكومية.
تتفق دراسات مختلفة مع وجهة النظر القائلة بأن معظم الوظائف التي يشغلها المهاجرون الجدد هي تلك التي كانت تشغلها في السابق الموجة السابقة من المهاجرين. ويشير العديد من الاقتصاديين أيضًا إلى أن العلاقة التكافلية بين المهاجرين والعمال المحليين من شأنها بالتالي أن تعزز الاقتصاد الأمريكي بشكل أكبر.